فى مبنى رئاسة المحلية الأنيق وفى قاعة الإجتماعات تحديدا إجتمع كبار المسئولين بالمحلية لحضور الإجتماع الهام الذى دعا له رئيس المحلية :
- الحقيقه يا جماعة أنا جمعتكم الليلة وقبل ما يدخل علينا شهر رمضان الفضيل شهر التوبه والغفران عشان نقوم بالتحضير لإستقبالو من بدرى عشان الناس شايلا حالنا وكل ما تجى مناسبة يقولوا ناس المحليات ما كانو مستعدين ليها وجاتهم فجأتن وعشااان مسألة فجأتن دى أنا جمعتكم الليلة عشان نخت الخطط والإستراتيجيات والبرامج ال ح نستعد بيها لمواجهه متطلبات هذا الشهر المبارك الفضيل … طيب لو فى أى زول عندو إى إقتراحات ممكن يقولا لينا
- والله سعادتك أنا بفتكر نوفر للمواطنين السلع الأساسية وبأسعار تكون مناسبة وفى متناول كل يد
- وأنا كمان بفتكر إنو يكون فى تكثيف لرجال المرور عشان الحركة بتبقى زحمة وكمان بتكون فى حوادث خاصة قرب ساعات الإفطار
- أهم حاجه يا سعادتك أنا شايف إنو يكون فى إفطارات للناس المساكين والفقراء
- (فى تبرم) : خلاص إنتهيتو؟ قال أيه توفير سلع وتكثيف مرور وإفطارات مساكين؟ إنتو ما عارفين المحليات دى عدمانة التعريفه وما عندها مصادر دخل غير الرخص والرسوم الكلها 3232145 رسم دى ! عاوزننا نجيب للمواطنين ديل قروش من وين عشان نرخص ليهم السلع الضرورية ونكثف ليهم ناس المرور ونطعم ليهم المساكين ؟ إنا ده الجبتكم ليهو؟
-(جميعا) : مال إنت سعادتك جبتنا ليه؟
- (مندهشاً) : يعنى إنتو ما عارفين؟
- (بصوت واحد) : لا واللهى ما عارفين؟
- أنا جبتكم هنا لأنو رمضان ده فرصة نزيد فيها دخل المحليات !
-(بصوت واحد) : ونزيدو كيف؟
- أنا ح أقول ليكم … خلو بالكم معاى !
-(بصوت واحد) : خليناهو !
- أول حاجه إنتو عارفين حركة السوق فى رمضان بتنتعش وكمان خاصة لمن العيد يقرب .. عشان كده ح نقوم نأجر كل الفسحات ومواقف العربات وحتى الشوارع الجوه الأسواق لبتاعين الخيم والطبالى المتر المربع بى مليون جنيه فى الشهر أها شوفو الحكايه دى بتطلع ليها بى كم؟
- والحاجه الأهم التانية حكايت المطاعم والكافتيريات العاوزة تفتح فى نهار رمضان دى ؟ يعنى نخليها تفتح ساااكت كده ؟ ما لازم يدفعوا رسوم يعنى اكان مليون اكان إتنين فى الشهر نسميها إن شاء الله رسوم تقديم طعام فى رمضان يعنى هما عاوزين يستفيدو ونحنا نطلع من الحكاية كيت؟
- والله يا سعادتك إقتراحك الأول بتاع إنو نأجر الفسحات والمواقف والشوارع الفى الأسواق ده ما ح يعمل لينا مشكلة أصلو الدنيا زحمة والحكاية دى أصلو قاعديم نعملا كلو عيد .. لكن حكايت ندفع ناس المطاعم والكافتيريات ديل رسوم ياها دى المشكلة لأنهم قاعدين يدفعو حق الرخصة التجارية والرخصة الصحية والنفايات والشنو ما بعرفو داك والرخص دى كلها سنوية .. يعنى بالقانون يفتحو سنة كاااملة بدون زول يسألهم !
- (مستنكراً) : يعنى شنو؟ نخليهم يفتحو فى رمضان ده ملح سااكت بدون ما تدخل جيبنا حاجه؟ لا لا يستحيل ..
_ لكن سعادتك القرار ده عشان يكون نافذ مش مفروض يوافق عليهو المجلس التشريعى؟
- من متين كمان قراراتنا بيوافق عليها مجلس تشريعى هسه جباياتنا ورسومنا الفرضناها دى كووولها فى واحده وافق عليها مجلس ؟ خلاص ده قرار وطلع وينفذ فورا .
وخرج القرار :
أمام مطعمه البلدى الذى يجاور السينما جلس العم صبير على كرسى الخيزران ممسكاً بالخرطوش يرش فى واجهه المطعم بعد أن قام أحد عماله بعملية القش ولم أكياس البلاستيك المتناثرة هنا وهناك وبقايا الصعوط واعقاب السجائر بينما إنهمك العمال فى ذلك الصباح الباكر فى عملية توضيب اللحم وحش البصل وتقشير البطاطس وتجهيز السلطات ونظافة الحلل والصحون .
- من باكر ياحاج خلاص ح ترتاح من قومت الصباح ورش الموية ده ! عشان بكرة رمضان !
قالها له جاره سعد صاحب مغلق السعادة الذى يجاورة مازحاً
- والقال ليك نحنا ح نقفل منو؟ إنت ما سمعت الحكومة قالت البلد دى فيها ناس عيانين وأطفال وناس على سفرن وكمان ناس ما مسلمين عشان كده ممكن نكون فاتحين ؟
- آآيا يا حاج صبير لاكن الظاهر إنك ما قريت جرايد الليلة ! الحكومة قالت المطعم العاوز يفتح فى رمضان لازم يدفع رسوم مليون ونص !
- (فى إستغراب) : يدفع شنو؟
- مليوووون ونص يا حاج …. خلاص عملت فيها ما بتسمع؟
- وعشان شنو؟ أدفع مليون ونص ؟ ما الرخصة التجارية دافعنها والرخصة الصحية دافعنها والضرائب دافعنها والنفايات بندفعا والعتب بندفعو .. أها تانى ندفع ليه؟ العاوز يفتح ما يفتح !!
- والله يا حاج الناس ديل أى فرصة بيلقوها بيقومو يليسو للمواطن واهو دى برضك فرصة
- فرصة كيف يا شيخ سعد .. مطعم ودافع كل الرخص والضرائب السنوية يعنى سنة تانى ما مفروض يدفع حاجه … يفتح فى رمضان يفتح فى شوال يفتح فى أبريل !!
- وح تعملو شنو هسه يا حاج صبير ؟ إنت مش رئيس إتحاد اصحاب المطاعم السودانيين ونقيب إالإتحداد العام لأصحاب المطاعم العرب ؟
- لا لا لو الكلام ده طلع جد ح أدعو طوااالى لإجتماع عاجل للأتحاد وح نصعد الموضوع لمن نوصلو للإتحاد العالمى لأصحاب المطاعم وما بعيد نوديهو الأمم المتحدة !