بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي : السلام عليم ورحمة الله وبركاته
[i]كنت قد وعدتكم بإنزال مشاركاتي ولسبب ما تأخرت كثيراً وبالتحديد مشاركتي بعنوان ( السوريبة التي
رأيت ) وهي تحتاج لبعض الزيادات من أقطاب الحي وأنا على إتصال معهم لمدي ببعض المعلومات وحينئذ تتم إنزال المشاركة 0[/وإلى ذلك الحين دعوني أشارك بهذا الموضوع لعلّ الله يتقبله مني والله من وراء القصد [/
الموضوع بعنوان :عبرة لمن يعتبر
كان زيد شاباً لم يتجاوز السابعة عشر من عمره ، والده كان من أكبر التجار في المدينة التي يعيشون فيها ، تعرَّف زيد على إمام المسجد المجاور لهم ، تعلم منه زيد
حُبَّ الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، بدأ نور الإيمان يشع من وجهه ، ابتسامة جميلة تعلو شفتيه دائماً ، كان ماجد يعامل والديه بحب وتفاني .
بعد فترة بدأ والد زيد يلاحظ تغير زيد ؛ فهو لم يعد يسمع صوت الموسيقى الصاخب الذي كان يخرج من غرفة ابنه ، أصبح زيد كثير الهدوء ، دائم الذكر ، كثير القراءة للقرآن ، ولكن أباه لم تعجبه حال ماجد .
وبعد أيام أخذ الأب يضايق ابنه زيد فيقول له : ما هذه السخافات التي تفعلها ؟ لماذا تقرأ القرآن ؟ هل هذا وقت صلاة ؟ هل مات أحد ؟ عندما كان زيد يستيقظ لصلاة الفجر يقوم بإيقاظ والده ، ويكاد الأب يفقد صوابه !! إنه لم يصلي ركعةً واحدة منذ أن تزوج ، والآن يأتيه هذا الإبن ليطرق عليه الباب في الليل ليصلي فيبصق في وجه ماجد ،،
في أحد الأيام ذهب والد زيد إلى إمام المسجد وقال له : لماذا أفسدتم عليَّ ولدي ؟ ابتسم إمام المسجد وقال : نحن لم نفسد ولدك ؛ بل أرشدناه إلى طريق الخير وإلى سبيل النجاة ، فابنك الآن يحفظ ستة أجزاء من القرآن ، وهو حريص على الصلاة .
فقال الأب : أيها الحقير لو رأيت ابني معكم مرة أخرى أو يذهب إلى حلقاتكم أو دروسكم لأحطمنَّ مفاصلكم ثم بصق في وجه ذلك الإمام ، فقال له الإمام : جزاك الله خيراً ، وهداك ربي ..
اقترح والد زيد على ابن أخيه ( فهو شاب اشتهر بفساده وفسقه ) أن يأخذ ولده إلى إحدى الدول التي اشتهرت بالفساد والمُجُون حتى يُبعده عن الإستقامة وعن أهل الصلاح وعن إمام المسجد ..
قال ابن العم لزيد : ما رأيك أن نذهب إلى إسبانيا ؛ فهناك الآثار الإسلامية والعمرانية المشهورة ، وكان زيد في بداية الإستقامة فذهب معه إلى إسبانيا ..
كان والد زيد قد تكفَّل بالإقامة والتذكرة ، سافر زيد مع ابن عمه وأقاما بفندق بجوار المراقص والملاهي الليلية ، كان ابن العم يخرج إلى تلك المراقص وزيد لا يخرج معه بل يبقى في الغرفة ، ومع مرور الأيام أصبح زيد يخرج مع ابن عمه إلى تلك المراقص ، شيئاً فشيئاً أصبح زيد يتابع العروض المسرحية والرقصات مع ابن عمه ..
بعد أيام ترك زيد الصلاة التي كان يصليها في الفندق ، والأذكار التي كان يرددها في الصباح والمساء ، عرض ابن العم على زيد في أحد الأيام سيجارة محشوة بنوع من المخدرات فأخذها زيد وسقط في بئر الظلمات .
أصبح زيد لا يُبالي ( سوادٌ حول العينين ، سهر ومسكرات ، زناً وراقصات ، وتضييع للصلوات )، كان زيد بين كل فترة وفترة يتصل بأباه ليرسل له مبلغا من المال ، فكاد الأب يطير من شدة الفرح ، تطور الأمر فزيد أصبح يستعمل الهيروين .
انتهت مدة الفيزا وابن العم يحاول اقناع زيد في العودة إلى الوطن ، ويصرخ زيد ويقول : أنا لا وطن لي ولا والد لي ولا أسرة لي ؛ أنا وطني ووالدي وأسرتي ربع جرام من المسحوق الأبيض .
عاد زيد مع ابن عمه وكان في استقبالهما والد زيد ، فرأى والد زيد أنَّ ابنه قد تغيَّر تماما ، اقترب زيد من والده وصفعه على وجهه !!
عاد الأب مع ابنه وحاول أن يعالجه ولكن لا فائدة ، ضرب زيد والده أكثر من مرة ، سرق الكثير من ذهب والدته ، وأصبح يهدد والده بالسكاكين لكي يحصل على المال .
في يوم من الأيام ذهب الأب إلى إمام المسجد وقال له : سامحني أنا بصقتُ في وجهك أنا أسأت إليك أنا عاملتك بغير أدب ، ولكن الآن أصبح زيد أسيراً للمخدرات ، أرجوكم أرجعوه كما كان ، أرجعوه للصلاة ، أرجعوه لي جميلاً طاهراً ، ابتسم الإمام وقال : يا أبا زيد ادعُ الله بصدق , فهو الذي بيده
الهداية وحده .
بعد أسبوعين تقريباً من هذا اللقاء كانت جنازة والد زيد وأمه يُصلَّى عليها في ذلك المسجد فقد قتلهما زيد خنقاً لأنهما لا يملكان أموالاً للمخدرات .
"" ومن خلف القضبان كانت دموع زيد تجري غزيرة :
لماذا يا أبي ؟! ألم يأمرك الإسلام بالرفق بأبناءك